يشغل بالي موضوع شائك ومهم فآثرت طرحه هنا للنقاش وأكون بهذا أيضاً قد أحييت هذا القسم بعد <مواتـه المؤقت >
على فكرة:::كأني كتبت هذا الموضوع قبل بس الظاهر انه مارُفع للمنتدى الموضوع يتناول الصحافة أقصد المقروءة وبالطبع مواقعها الالكترونية وبعض المواقع التي على شاكلتها....
من الجلي والواضح لكل من يتابع ولو بصورة طفيفة هذه الصحافة يلحظ عليها إشكالات عديدة...يطول المجال لطرحها لكن لعلي أتعرض لأهمها....
ومن المعلوم أن فئة من يسمون-الليبراليون- هم المسيطر على الصحافة والمتحكم في زمام أمورها ولا أدل على ذلك من عدم نشرهم للمواضيع التي لاتروق لهم ومنعهم الكثير من الردود حول أمور حساسة وساخنة تطرح في مقالاتهم ......حتى يظهروا كأنهم نخبة المجتمع ومثقفوه....
لقد سئمنا هذه الصحافة...
سئمنا صحافة تتجرأ على ثوابت ديننا وتهزأ بها وتشكك فيها وتسميها عادات وتقاليد أحياناً ...
حتى أنه بات من الطبيعي أن نرى صعلوكاً ليس له في العلم ناقة ولاجمل يكتب المقالات الطوال في مناقشة علماء أجلاء بقامة الشيخ صالح الفوزان ..وكأن كل من انتمى إلى بني علمان أصبح مفوهاً له الحق بالتحدث في كل المجالات من دين،واقتصاد وعلوم غيرها
ويظهر ويتحدث بكل جبروت وكبرياء لينتقد ويهزأ ....
ويطالب الدولة بأن تلغي النظام الفلاني وأن تسمح للمرأة بممارسة (حريتها) ...
سئمنا صحافة شغلها الشاغل أن تترصد لعثرات رجال الحسبة وكل يوم توافينا بقصة كثيراً ماتكون مفبركة أو أنه مبالغ فيها وتطالب بالعقوبة وأن هذا الجهاز ليس له أي جدوى <<وهنا تتضح المآرب
أوكلما أخطأ موظف طالبنا بإلغاء مهمته ودوره،ثم إنهم بشر وليسوا ملائكة وهم يخطئون كما يخطأ الطبيب فيقتل نفساً بريئة وكما يخطئ القاضي فيحكم ظلماً،وكما يخطأ رجل الشرطة فيقبض على شخص ويتهمه تهمة هو منها براء...
لماذا الحسبة فقط .....كل لبيب يعلم الإجابة على هذا السؤال
سئمنا صحافة تصور لنا الشواذ ومن يسمون بالمشاهير على أنهم هم قدوة الشباب والفتيات وتلاحق أخبارهم ولا تكاد تفوت أي خبر عنهم
فهذه طلقت صديقتها،وتلك نزل وزنها ،وهذا بـاع كلبه،والكثير من هذه التوافه....
وفي هذا السياق لي وقفة مع هلاك -مايكلهم- ومقال نشر في جريدة الرياض هذا نصه:
مايكل جاكسون.. كافر!
رجا ساير المطيري
ردة فعل الجمهور العربي على وفاة المغني الأسطوري مايكل جاكسون كانت مزعجة، ومؤلمة، حيث امتلأت المواقع التي أوردت الخبر أمس، بتعليقات غريبة، مصدرها جمهور مسلم، ينتمي لدين السماحة والسلام، أخذ يشمت بالموت، ويستخف بالمناسبة، ويدعو على مايكل بالطرد من رحمة الله، وبشكل يقود للتساؤل: أي صورة يمكن أن تعكسها هذه الردود عن ديننا وثقافتنا؟.
بعضهم أعلنها صريحة وحدد مصير مايكل بأنه "جهنم وبئس المصير"، والبعض الآخر تردد وقال "لو أنه مسلم لترحمنا عليه"، وكأن الإنسان مُلزم أن يحدد موقفاً من كل شخص يموت؛ هل يستحق أو لا يستحق الترحم عليه، ونحمد الله أن مشيئته العظيمة ليست مربوطة بمواقف الناس وإلا ما دخل أحد في رحمته الواسعة. أما الأطرف من هذا كله، والأكثر إيلاماً، هو قول أحدهم "هذه نهاية الطرب"، وكأنه لا يموت في هذه الدنيا سوى المطربين وأهل الفن!.
هذه الردود تكشف نظرتنا للآخر، وتقدم بياناً صريحاً يؤكد أن ثقافتنا ومفاهيمنا لا تطيق التسامح مع من يختلف معها. وهنا لنا أن نسأل: كيف سيقتنع العالم بسماحة الإسلام وهو يرى المسلمين قد تفرغوا ل"لعن وسب وشتم" كل من لا ينتمي له؛ فضلاً عن لعن الميت الذي لا حول له ولا قوة؟!. وصدق من قال "رأيتُ مسلمين ولم أر إسلاماً!".
وتفسر هذه الردود أيضاً نظرتنا للفن، حيث لا يأتِ نبأ وفاة فنان، مسلماً كان أم غير مسلم، إلا وترددت نفس التعليقات، في حفلة من السخرية والازدراء، لا يمكن أن تصدر إلا من ثقافة لا تحترم الفن وأهله.. وفي بيئة مثل هذه، كيف نطالب بتطور الفنون؟. إن هذا لا يأتي إلا باحترام الفنان وتقديره بوصفه المترجم الحقيقي للمشاعر الإنسانية على اختلاف مشاربها، ليس مايكل جاكسون فحسب، بل جميع الفنانين..مجرد قراءة هذا المقالتكون لدينا صورة عن هذه الصحافة....
لاحظوا حديثها عن السماحة والإسلام واعتراضها على قول مايكل كافر وكأنها تريد منا الترحم عليه و الدعاء له بدخول الجنـة..
لا أريد الإهاب في الرد عليها....فالمقال أمامكم وبإمكانكم الحكم
قضية أخرى هي المصطلحات التي تطل الصحافة بها علينا ومحاولتها لتغيير بعض المصطلحات....
فأصبح المتدين في قاموسهم(مشدداً)...وأصبح الحديث في الثوابت(حرية رأي)...بل انهم ابتدعوا مصطلحات على شاكلة(تجديد الخطاب الديني)و(الإسلام العصري)وقولهم أن إسلام الماضي يختلف عن إسلام اليوم....
ورغم ادعاء هذه الصحافة للشفافية والمصداقية إلا أنهم يخفون أحياناً حقائق..
مثلاً قرار الأمير نايف-أيده الله وسخره شوكة في حلوقهم- بمنع المهرجان السينمائي في جدة بعد أن طبلوا وزمروا للسينما وكأنها هي السبيل الوحيد للولوج للعالم الحضاري والتطور ....وكأن آخر هموم الشعب هو عدم وجود صالات السينما....
نشرت إحدى صحفهم الخبر في سطرين على استحياء ،،،،ولم تقل منع بل قالت "إلغاء المهرجان السينمائي في جدة لعدم اكتمال التجهيزات"
في إخفاء واضح منهم للحقيقة.....وهي أن القرار جاء من الرجل الثالث في الدولة وأنه منع السينما نهائياً....
في جعبتي الكثير من نقمتي على هذه الصحافة ولن أنتهي لذلك سأترك المجال لكم الآن....وعذراً على الإطالة.