ان هذه الاخلاق الإسلامية السامية
ليس لها وجود عند الغرب ,,,
فيا من تبحثون عن الأخلاق
لن تجدوها إلا في
مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم ..
خلق اليوم هو خلق " الإيثار " ,,
وهو من أحب الأخلاق الى قلبي ,,
واحببت ان أُأجل طرحه لأعده على أفضل وجه
فأهلاً بكم في همسة جديدة يدور حديثها حول خصلة هي أسمى درجات الكرم، وأرفع مفاهيمه ,,التي هي فوق السخاء وأعلى من الجود، لأن الإيثار هو العطاء مع الحاجة .و من العجيب أن نجد أخلاقا إسلامية اندثرت ولم تعد معروفة مع أن الإسلام أمر بها
والرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها وفعلها وتخلق بها، لدرجة انه عندمـا نسمع كلمة .. (الإيثار) يقولون : وماذا يعني الإيثار ؟
والعجيب أيضاً أنه إذا أردت أن تبحث عن مرادف لكلمة (الإيثار) في أي لغة أخرى مثل الإنجليزية مثلاً لن تجد لها معنى وكذلك في الفرنسية، وليس الإيثار فقط ولكن أخلاق الإسلامية عديدة .
مالمقصود بكلمة الإيثار ؟الايثار هو أن تفضل أخاك على نفسك " حظ من حظوظ الدنيا تتركه لأخيك فيستمتع هو به وتفقده أنت ."
* عندما نقول فلان آثر فلاناً – أي قدمه على نفسه، أي فضله عل نفسه في حظوظ الدنيا رغبة ً في حظوظ الآخرة .
وقيل : الإيثار تقديم الإنسان غيره على نفسه فيما هو في حاجة إليه من أمور الدنيا، وتقابله الأثرة، وهي: استبداد الإنسان بالشيء وتسلطه عليه دون غيره.
فقال عـز وجل ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
خصاصة أي تعب .. جوع .. فقر .. فاقه .. هو لا يجد شيء ويؤثر أخيه
أعظم الإيثار في هذه الدنيا : أن تؤثر مرضاة الله على مرضاة الناس ،
وأن تؤثر رضا الله على رضا من سواه وأن تؤثر رضا الله على هوى نفسك
إيثار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابهوذكر أمثلة إيثار الرسول صلى الله عليه وسلم على نفسه يطول
فلنكتف بذكر مثالين على ذلك:
قضى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أوقاتا عصيبة من فقر وجوع وحاجة....
وذلك في أغلب فترة البعث، وحينما فتحت مكة وفتحت خيبر وفتحت الطائف كثر المال وجاءت الغنائم، وكان نصيب من هذه الغنائم غنم بين جبلين، فنظر أعرابي الى الغنم، وقال: ما أكثر هذه الغنم، فقال له النبي:" أتعجبك؟" قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"هي لك"، قال: يا محمد أتصدقني القول، قال صلى الله عليه وسلم:" هي لك خذها إن شئت" فقام الرجل يجري الى الغنم ويلتفت حوله.. فأخذها وعاد بها الى قومه يقول: يا قوم أسلموا لقد جئتكم من عند خير الناس، إن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبدا. رواه مسلم في الحديث 5984-5975 والامام أحمد في الحديث 3108-175-259-284.
إن النبي كان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، وكثير من الصحابة كانوا يفعلون ذلك.. فانظر الى من حاله هكذا حينما تصبح عنده ثروة (غنم بين جبلين) فيحرص عليها ويحافظ عليها ، إن ذلك من الطبيعي...
ولكن انظري الى أيّ مدى كان إيثار النبي صلى الله عليه وسلم.. وانظري الى الأعرابي.. إنه أسلم ودعا قومه ليسلموا.
أما تحب أن تحبّب الناس في الاسلام...!!؟
فعليك بالايثار.جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله إني مجهد (لا أجد طعاما) فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم الى بعض زوجاته: هل عندكم من شيء؟ فكان هو جوابا واحدا ألا وهو:" لا والذي بعثك بالحق ما عندنا الا الماء". فقام النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه، وقال:" من يضيف هذا؟" فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله أضيفه، وأخذه وأسرع الى زوجته، وقال لها: هل عندك من طعام؟ قالت: لا الا قوت صبياني. فقال: علليهم بشيء فإذا أرادوا العشاء فنّوميهم، حتى يأتي الضيف، ثم ضعي الطعام وأطفئي السراج، كي نشعره أننا نأكل معه كي يأكل هو وضعي أمامه الطعام.. وجلس الضيف وأكل، وفي صلاة الفجر ذهب الى المسجد فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم:" لقد عجب الله من صنيعكما وضيفكما الليلة" رواه البهاري 3798 والبيهقي في السنن الكبرى 4185.
مشهد تمثيلي واقعي.. هيئت له كل أسباب النجاح..
" لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة".
فعجب الله، أي رضي الله.. ما رأيك ألا تحب أن يرضى الله عنك ؟
ألست معي أن ظروفك أفضل بكثير من ظروف هذا الصحابي وزوجته ؟
فمالك لا تفعل مثلما فعل!!
يقول صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري في الحديث 13 ومسلم 168 والترمذي 2515 والنسائي 5-31 وابن ماجه 66.
ومعنى لا يؤمن: أي لم يكتمل إيمانه حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
ولكن إيمانك لن يكتمل الا بالايثار..
وهو شعار وضعه النبي صلى الله عليه وسلم لكل مسلم، فاجعله شعارك . . فهيا.. وابدأ من الآن.
وإليكِ نماذج من إيثار الصحابة رضوان الله عليهم..هذا أبو دجانة يؤثر النبي بروحه في غزوة أحد حينما يرى السهام تأتي الى النبي من كل مكان فيترس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: ( يأخذ النبي في حضنه وينام فوقه) فرآه هكذا سيدنا أبو بكر الصديق وقال: نظرت الى ظهر أبي دجانة فإذا ظهره كالقنفذ من السهام.
إنه الايثار لله بالأرواح.. تملأ جسده السهام ويجرح ويكاد يقتل حبا للنبي صلى الله عليه وسلم حبا له صلى الله عليه وسلم وإيثارا له.. فأين إيثاركم أنتم..!؟
إن إيثارنا اليوم للنبي صلى الله عليه وسلم بحفظ سنته وإيثارها على كل العادات والتقاليد والأعراف الأخرى.. نريد منك الكثير يا أبا دجانة في هذه الأيام..
وإليك هذا النموذج الفذّ..
إنه سيدنا طلحة بن عبيد الله..
يقول: أخفض رأسك يا رسول الله لا يصبك سهم، نحري دون نحرك يا رسول الله، ويقذف النبي صلى الله عليه وسلم بسهم من السهام، فيراه طلحة فيضع يده حتى لا يصل السهم للنبي صلى الله عليه وسلم فيخترق السهم هذه اليد الطاهرة وتشل.
تخيّل الموقف.. السهم يتوجه الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة يضع يده.
إنه موقف عجيب.. ولكن لا تتعجب.. فمن يؤثر نفسه ويفدي بها النبي صلى الله عليه وسلم تهون عليه يده.. ألم يقل "نحري دون نحرك يا رسول الله".
أما آن لكِ أن تأخذي خلق الايثار مأخذ الجد؟
أثر الايثارإن من أثر الايثار أن تعم البركة.. ويرضى الله عنك ويوسع عليك أكثر: واعلم أنك إن أمسكت ولم تؤثر أصبح عندك بدلا من الايثار أثره ( فإن الأثرة هي عكس الايثار) ومعناها أن تؤثر نفسك على غيرك.
مشاهد يجب ألا نراها أبداً من الآن..!!
الأم كبرت في السن ولا تستطيع المعيشة وحدها، وكل ابن من أبنائها يقول لأخيه: خذها عندك.. ليتهربوا من هذا الأمر.
أم الزوج اعتادت أن تجلس عند ابنها في بيته بعض الوقت..، فتجد زوجة الابن لا ترحب بها.
وقــفه ..عندما نعيش لأنفسنا فقط نعيش حياة قصيرة ، نولد صغار ونموت صغارا ، لكن عندما نعيش من أجل غيرنا نعيش كبارا وحياتنا تمتد بامتداد البشرية ، وهذا كلام حقيقي إذا عشت لغيرك وليس لنفسك فقط ستجد سعادتك في بسمة غيرك ، وفرصتك في فرصة غيرك، وستجدين السعادة الكاملة عندما تجدين من يدعو الله لك ويقول يا رب ارضى عنه كما أرضاني، لذة عجيبة, جربيها ستجدهيا أعظم من اللذة التي كنت ستشعرين بها إذا حصلتِ على الفائدة والمنفعة بمفردك .
إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء
ولا يؤلمهم البذل فأنت سَخِي،
وإن كنتَ ممن يعطون الأكثر
ويُبقون لأنفسهم فأنت جواد.
أما إن كنت ممن يعطون الآخرين
مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على نفسك
فقد وصلت إلى مرتبة الإيثار